ميرندا عبد الرحيم العلان السكرتيرة
عدد الرسائل : 284 العمر : 55 الموقع : http://mirandaallan1969.ahlablog.com/index.htm العمل/الترفيه : كاتبة..مغامرة..في كل شئ ..في سفر دائم مع الروح تاريخ التسجيل : 20/10/2008
| موضوع: من التراث الفلسطيني .. الاغاني والزعاريد الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 9:39 am | |
| من عبق التراث!! زغاريد الأعراس الفلسطينية
تميز العرس الفلسطيني بأغانيه الشعبية التي ينظمها ويلحنها شعراء القرية أو المدينة الفلسطينية، والتي تعكس الحالة النفسية لأهلها والعادات والتقاليد الاجتماعية، وهي الإرث الذي يتوارثه الأبناء عن الآباء بكلماته وألحانه.
وتشكل الأغاني الشعبية حلقة الوصل بين الماضي والحاضر، وتعلق المواطن الفلسطيني بأرضه، وحبه الشديد لقريته، وحرصه على حماية تراثها. وتحفظ هذه الأغاني شخصيته وعواطفه وهمومه باللهجة العامية المتداولة في كل قرية أو مدينة، وتمدح شباب هذه القرية ونسبها وحسن نباتها. وإن كانت بعض الأغاني تشترك فيها كافة المدن والقرى الفلسطينية مثل "الدلعونة يا ظريف الطول"، وكذلك "الهاهات والعتابا"، ولكل واحدة من هذه الأغاني موضع معين تقال فيه في الأعراس وفق مراحل الزفاف، ويصاحبها الدبكة الشامية على نغمات الشبانة (الناي)، ويقوم بأدائها مجموعة من الشبان والصبايا، ويكون على رأس هذه الفرقة اللويح الذي يحمل منديلاً مجدولاً يقود الفرقة وينظم حركاتها، ثم ينفرد اللويح بعد الانتهاء من مقطع "على دلعونا" عن المجموعة ويقوم بحركات رشيقة ملوحا بمنديله ومتجولا أمام الحلقة. --------------------------------------------------------------------------------
| |
|
ميرندا عبد الرحيم العلان السكرتيرة
عدد الرسائل : 284 العمر : 55 الموقع : http://mirandaallan1969.ahlablog.com/index.htm العمل/الترفيه : كاتبة..مغامرة..في كل شئ ..في سفر دائم مع الروح تاريخ التسجيل : 20/10/2008
| موضوع: رد: من التراث الفلسطيني ..\ الاغاني والزعاريد الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 9:42 am | |
| أغاني الخطبة والمهور طلع الزين من الحمام!!
ولم تترك الأغاني الشعبية موضعًا في العرس الفلسطيني إلا تناولته لتحفظ للعرس نكهته ونظامه بدءاً بذهاب العريس إلى الحمام، حيث يستأجر أهل العريس الحمام ليستحم العريس ومعه الشباب، ثم خروجهم منه في موكب الزفة يرددون: طلع الزين من الحمام الله واسم الله عليه ورشوا لي العطر عليه عريسنا زين الشباب زين الشباب عريسنا
ومن الأغاني التي كانت تردد على إيقاع رقصة السحجة: ع اللام لاموني أصحابي في حبه حكوا عليه ع الميم ميلي يا نفسي وفراقه يصعب عليه ع النون نهوني أهلي في حبه وغضبوا عليه ع الهاء هالت دموعي وفي حبه زادت عليه ع الواو ودعت أحبابي وتصعب الفرقة عليه ع الياء يا ربي صلي ع محمد زين البرية
أما عندما تصل العروس إلى بيت عروسها تردد النسوة لحظة وصولهما لعش الزوجية المرتقب، وهن يوصين عروسها بها خيرًا ويلقنونه دروس الحياة الزوجية السعيدة ويحذرنه من حماتها: هذي ضيفتك يا عريس هذي ضيفتك حييها لا تسمع من كلام أمك هذي جاهلة ربيها هذي ضيفتك يا عريس هذي ضيفتك كرّمها لا تسمع من كلام أمها هذي جاهلة علّمها ابن العم زينة راسي
وتتجلى العادات والتقاليد الفلسطينية بشكل واضح في الأغاني الشعبية، حيث الحمية القبلية والعشائرية مسيطرة، وخاصة في القرى والمدن الفلسطينية قبل تهجيرها، بعض هذه القرى ما زالت متمسكة بهذه العادات حتى اليوم، مثل كراهية زواج البنت خارج القبيلة أو القرية لاعتبارات ذات صلة بوضع القبيلة أو العشيرة، فالبنت التي تتزوج خارج القبيلة في حاجة لأن يقوم أهلها بزيارتها في كل مناسبة وحمايتها من كل ضيم قد يقع عليها؛ لأن التركيبة الاجتماعية المغلقة تعتبرها مثل المرأة الغريبة وتعتبر أن أمر تأديبها يعود إلى أهلها وليس على زوجها، وكان الناس يخشون أن يصيب ابنتهم في الغربة أي سوء، كأن يعتدى عليها، وفي هذه الحالة تعود السمعة السيئة والفضيحة على مجموع القبيلة وليس على والد البنت وأخيها فحسب، ولذلك عززت العديد من الأغاني الشعبية زواج البنت داخل القبيلة حتى قيل: "غريبة ما غربها إلا الدراهم"، فالمعروف أن العريس الذي يتزوج من خارج قبيلته يدفع مهرًا أكبر؛ ولذلك تغني النساء عند الزواج بالغريبة بالدعوة بالموت على "العريس": الغريب يا خدرج يا ريتو في الكفن يدرج ابن عمي يا شعري!!
وفي مقابل الذم والشتم الذي يقع على خاطب الغريبة، تكال المدائح والأهازيج لخاطب ابنة العم، وتؤكد كاملة بصل (70 عامًا) مهجرة من الجورة "عسقلان" أن النسوة تشدو عندما تتزوج الفتاة بابن عمها بقولهن: يا ابن العم يا شعري على ظهري إن جاك الموت لارده على عمري يا ابن العم يا ثوبي علي إن جاك الموت لارده بيدي يا ابن العم يا ثوب الحرير لحطك بين جناحي وأطير
فابن العم في التراث الفلسطيني هو جزء من ابنة عمه مثلما يكون شعرها التي تتزين به أو ثوبها الذي يسترها، وكلا الزوجين يحافظان على سمعة العائلة وشرفها بخلاف الفتاة من خارج العائلة التي تعتبر جسمًا غريبًا، ولا يهتم أهل القريبة في حالة وقوع خطأ في سلوكها؛ لأنها ليست جزءاً من كيان العائلة وخطأها مردود على أهلها | |
|
ميرندا عبد الرحيم العلان السكرتيرة
عدد الرسائل : 284 العمر : 55 الموقع : http://mirandaallan1969.ahlablog.com/index.htm العمل/الترفيه : كاتبة..مغامرة..في كل شئ ..في سفر دائم مع الروح تاريخ التسجيل : 20/10/2008
| موضوع: رد: من التراث الفلسطيني ..\ الاغاني والزعاريد الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 9:43 am | |
| تكتفِ الأغاني الفلسطينية بنسب الفتاة من والدها، بل وبحثوا عن نسبها من والدتها فقالوا: "ابحث عن خال لولدك"، كما نقّبوا عن أصل العريس وشجاعته: عريسنا عنتر عبس عنتر عبس عريسنا يا بنت يللي في السما طلي وشوفي في فعالنا
ورغم الحالة الاقتصادية السيئة التي كانت تعاني منها بعض القرى الفلسطينية، فإنهم لم يعيروا اهتمامًا للمال، بل إنهم يدفعون المال الكثير ليفوزوا بنسب أهلها فقالوا: عدينا المال في فيّ التفاحة نسبنا رجال وأخذنا الفلاحة عدينا المال في فيّ الليمونة نسبنا رجال وأخذنا المزيونة خرزة زرقة
"خرزة زرقا ترد عنك العين" هكذا كان يعتقد الفلسطينيون أن الخرزة الزرقاء يمكن أن تمنع الحسد عن العروسين، وأكملت الحاجة بصل: "العديد من الأغاني الشعبية تحمل الأفكار التي كان يعتقد أهل القرية أنها يمكن أن تحمي العروسين مثل: أويها اسم الله عليك واحدة والثانية تنتين والثالثة خرزة زرقا ترد عنك العين يا عبدة يا حبشية يا غصين البان عريسنا بدو يطوف طقوا يا عدا واحنا زرعنا القرفة آه يا القرفة عريسنا بالزفة طقوا يا عدا
ولم تكن الخرزة الزرقاء وحدها موضع التبرك، فقد صاحب هذه الخرزة أو سبقها أمور أخرى، فمثلاً بعد الانتهاء من حفلة الزفاف تحضر والدة "العريس" الخميرة (قطعة عجين) تضم ورق ريحان وورد ليلصقها العروسان على مدخل بيتهما للتبرك بها وسط غناء ينم عن حمد الله بانتهاء ليلة الفرح بدون أحزان: الحمد لله قد زال الهم الحمد لله زرعنا قرنفل بالحر الحمد لله قالوا عدانا ما بخضر الحمد لله الحمد لله بنينا دار الحمد لله الحمد لله انتلت عرسان الحمد لله الفرح له والوداع لها !!
"للعروس الوداع ودموع الفراق، وللعريس الأغاني والفرح" هكذا فرق التراث الشعبي الفلسطيني بين العروسين، فأغنيات الفرح حكر للزوج "الرجل"، أما العروسة "المرأة" فلها كل أغنيات الوداع والدموع على الفراق، ويبقى بيت أهلها حزينًا حتى ليلة الحناء وتردد فيه أغان حزينة: صاحت رويدي رويدتها رويدتها رفقات العروس تعالوا تانودعها واحنا نودع وهي تسكب مدامعها خيتا يا عروس لا تبكي وتبكيني نزلت دموعك على خدك حرقتني
كما تعكس بعض هذه الأغنيات بوضوح حزن الأم ولوعتها لفراق ابنتها: لا تطلعي من بويتي يا معدلتي يا مركنة أذيال بيتي مع مصطبتي لا تطلعي من بويتي غيرت حالي لا تطلعي من بويتي والهوا غربي يا طلعتك من بويتي غير حالي
بينما يقيم "العريس" ليالي "السامر" "التبايت" قبل أسبوع من ليلة زفافه في القرية وثلاث ليال في المدينة وتشارك فيها النسوة ورجال العائلة بينما تمنع العروس من حضورها ويقال فيها: دير الميه ع السريس مبارك عرسك يا عريس دير الميه ع الليمون مبارك عرسك يا مزيون دير الميه ع التفاح مبارك عرسك يا فلاّح
ولئن أفلحنا بعرض بضعة زهرات من حدائق تراثنا الشعبي، فإن فيه الكثير مما لا يتسع المقام لذكره هنا، فلكل مناسبة فيه أغنية، بل وفي ثنايا المناسبة أكثر من أغنية، وليس هذا فحسب، وكل قرية ومدينة من فلسطين لها ما يميزها عن غيرها في أغانيها وأفراحها التي ما زال يتوارثها الأبناء عن الآباء رغم مرور أربعة وخمسين عامًا على النكبة وإجبار القرى والمدن الفلسطينية على هجرتها. بقي العرس الفلسطيني بنكهته قبل النكبة رغم أنف الاحتلال، يحتفظ بأغانيه الشعبية، وتقاوم الأغاني الحديثة التي تحاول أن تمحو ملامح التراث الشعبي الفلسطيني من الأفراح الفلسطينية الحديثة.
| |
|