ميرندا عبد الرحيم العلان السكرتيرة
عدد الرسائل : 284 العمر : 55 الموقع : http://mirandaallan1969.ahlablog.com/index.htm العمل/الترفيه : كاتبة..مغامرة..في كل شئ ..في سفر دائم مع الروح تاريخ التسجيل : 20/10/2008
| موضوع: الشاعر العراقي محمد البغدادي وقصيدة (عيناك) الإثنين يناير 25, 2010 11:46 am | |
| عيناك
عَينَاكَ تَعتَصِرانِ كُلَّ كِيانِي وَتُحوِّلانِ دَمِي لِشَيءٍ ثانِ
عينَاكَ تَختَصرانِنِي في دَمعَةٍ عَقَدَتْ على اسمِكَ يا حُسَينُ لِسَاني
في غُرفَتي.. في دارِ أهلِي.. في زُقا قِ مَحلَّتِي.. في وَقتِ كُلِّ أذانِ
مُوقاهُما.. جَفناهُمَا.. مَا فيهِما من لَوعَةٍ.. ملَّكتُهُنَّ عِنَاني
أنا منْهما جُرحٌ وَنَزفُ دِمائِهِ وَهُما على آلامِهِ تَقِفَانِ
مَاذا أقُولُ وَألفُ عَامٍ بَينَنَا حُشِيَتْ بِجَمرِ القَهرِ وَالأحزانِ
مَاضِيَّ وَهْوَ لَدُنْ هَواكَ قَصيدةٌ مَعنَى أساها طالَمَا أبكانِي
مَاضِيَّ في عَينَيكَ يَملأُ حَاظري وَيُحيلُ أركاني إلى بُركَانِ
مِن لَيلَةِ الطفِّ التي خضَّبتَها حتَّى وصُولِ دَمي إلى شِرياني
عَينَاكَ تَنتَظِرانِ فَجرَ أمانِ تَغرَورِقَانِ أسىً وَتأتلِقَانِ
عينَاكَ يا عَينَ النبيِّ على يَدي في لُجَّةِ الأحلامِ تَتَّقِدانِ
يَا رأسكَ المحمُولَ فَوقَ رِماحِهِمْ عن أيِّ شَيءٍ تَبحثُ العَينانِ؟
عَن أهلِ بَيتِكَ..؟ عن صِغارِكَ..؟ عن صِحا بِكَ..؟ أم عنِ الـ..؟ هلْ كانَتَا تَريَانِ..؟!
يَا نَظرةً بَينَ الدُّموعِ حَزينةً فَقَأتْ عُيُونَ الكُفرِ بِالإيمانِ
أجَّجتَها وَعَلِمتَ أنَّ أوارَها سَيكونُ عَمَّا فيكَ خَيرَ بَيَانِ
في لَحظةِ المَوتِ الأخيرَةِ وَالسُّيو فُ تَخطُّ ما أمِرَتْ على القُربانِ
مَاذا أردتَ تَقُولُ حينَ رَأيتَهُم وَفُلانُ يَدفَعُهُ جُحُودُ فُلانِ
وَحَرارةُ الدَّمِ إذْ يَفُورُ منَ الجرو حِ بِكلِّ قَسوَةِ ذلكَ الفَوَرانِ
وَبُرودَةُ السَّيفِ الكليلِ تَمُرُّ فَو قَ مَريئِكَ المُتشنِّجِ العطشَانِ
اللهُ في عَينَيكَ كَانَ وَأنتَ في عينَيهِ.. فَانظُرْ أينَ تَجتَمِعَانِ؟! * * *
يَا كربَلاءَ الرَّانياتِ عُيونُهُمْ لِلرَّملِ وَالدَّمِ كَيفَ يَمتَزِجَانِ
الأنبِيَاءُ جَميعُهُمْ ذُبِحُوا هُنَا هذي دِماؤهُمُ على المَيدانِ
تَتحيَّرُ الكَلِمَاتُ كَيفَ أقولُها فَتَمُرُّ في الأذهانِ كَالهَذَيانِ
وَكأنَّها لَيسَتْ شُعُوراً صَادقاً وَدُمُوعَ ذِي ألَمٍ وَوَقعَ أغاني
هذانِ فَيضُ دَمِي وَفَيضُ مَشاعِري مِن صَخرَةِ الأوراقِ يَنبَجِسَانِ!
قَلبِي الذي فيها وَنبضُ أنينِهِ بِحُروفِ هذا الغَيظِ تَحتَرِقَانِ
فَوقَ المنصَّةِ - لَو تَرَونَ – قصيدتي شَعثاءَ تَبكي ضَيعَةَ الإنسَانِ
تَبكي وَيُحرِقُها سُكُوتُ عُيونِهِ عنْها.. وَهذا الصَّوتُ خَيطُ دُخانِ
الله.. كَم عَانَتْ وَأزَّ أزيزُها وَأنا كَما هِيَ في الحيَاةِ أعاني
سيَّانِ عندَ الفَاقِداتِ عُيُونُهم نُوراً كَلامُ الله وَالشَّيطانِ * * *
عينَايَ في صَدرِ المَدى تَلِجَانِ تَثِبَانِ في غَضَبٍ وتلتَفِتَانِ
تَترقَّبَانِ لَعلَّ مَن لَم يَلحقُوا تَنجُو عُيونُهُمُ منَ الطُّوفانِ
وَتُواصلانِ السَّعيَ نَحوَ مَداهُما وَمَداهُما عَينَاكَ يَا مُتَفَاني
يَا مُرسلاً صوتي وَنَبضَ حَقيقَتي يَا مالِئاً بِسنا الهُدى وجدَانِي
لَكَ تَسجُدُ الألفَاظُ وَهْيَ حواسِرٌ وَعُيونُها نَحوَ السَّماءِ رَواني
حَاولتُ كُلَّ عَصيَّةٍ فَلَويتُها وَكَسرتُها لَكنْ هَواكَ لواني
عَينَايَ في عَينَيكَ تُختَزلانِ وَيَدايَ بَينَ يَدَيكَ تَرتَجِفَانِ
تكمن اهمية شعر محمد في الحالة الانسانية العميقة التي يستنطقها من اعماقه.
عَينَاكَ تَعتَصِرانِ كُلَّ كِيانِي وَتُحوِّلانِ دَمِي لِشَيءٍ ثانِ
.بغض النظر عن شكل القصيدة ..مادام استطاع ان يبلغ حد الدهشة الكبيرة لدرجة الانبهار..واختراق داواخلنا.
.القصيدة هنا..تجعلك تهتز لها وتنحني لصورها الشعرية العميقة الممزوجة بفنية فائقة حددتها تكوين الشاعر ورؤيته وانسجامه مع الاشياء الملومسة والمحسوسة بروحانية ذات أبعاد متفاوتة
عَينَايَ في عَينَيكَ تُختَزلانِ وَيَدايَ بَينَ يَدَيكَ تَرتَجِفَانِ
..وتكمن اهمية القصيدة والشاعر بقدرته الشاعر الكبيرة على اجتذاب القارئ لمتابعة حكاية القصيدة واعادة قرائتها ..ليس فقط ليفهمها بل لتحفظ في الذاكرة لانعاش الروح بموسيقاها وصورها وانسانيتها.
يَا مُرسلاً صوتي وَنَبضَ حَقيقَتي يَا مالِئاً بِسنا الهُدى وجدَانِي
.والشعر الحديث الان بحاجة الى شعر محمد البغدادي..فما احوجنا الى ان نقترب به من انسانيتنا واحترام مشاعرنا ومشاعر غيرنا وقول الحقيقة..
فَوقَ المنصَّةِ - لَو تَرَونَ – قصيدتي شَعثاءَ تَبكي ضَيعَةَ الإنسَانِ
وبغض النظر عن الشكل فالشعر شعر والاهم ان يكون شعرا للجميع وخبزا يوميا...
عدل سابقا من قبل ميرندا عبد الرحيم العلان في الجمعة فبراير 12, 2010 12:45 pm عدل 3 مرات | |
|
ميرندا عبد الرحيم العلان السكرتيرة
عدد الرسائل : 284 العمر : 55 الموقع : http://mirandaallan1969.ahlablog.com/index.htm العمل/الترفيه : كاتبة..مغامرة..في كل شئ ..في سفر دائم مع الروح تاريخ التسجيل : 20/10/2008
| موضوع: رد: الشاعر العراقي محمد البغدادي وقصيدة (عيناك) الجمعة يناير 29, 2010 4:11 pm | |
| المكان ..الزمان..كلاهما مرتبط بروح الانسان
يَا كربَلاءَ الرَّانياتِ عُيونُهُمْ لِلرَّملِ وَالدَّمِ كَيفَ يَمتَزِجَانِ
الأنبِيَاءُ جَميعُهُمْ ذُبِحُوا هُنَا هذي دِماؤهُمُ على المَيدانِ
ويتحدد ذلك من اسلوب طرحه للحالة الانسانية التي تتملكه
حَاولتُ كُلَّ عَصيَّةٍ فَلَويتُها وَكَسرتُها لَكنْ هَواكَ لواني
ففي حالة هذه القصيدة..قد يترائى للعنوان انها قصيدة غزلية فقط ..ولكن يحار هنا القارئ حين يكون الموضوع قد تحول الى اكثر من مجرد تغزل بالعينين..انها قضية محورية تتعلق بمكونونات الحزن الازلي على الوطن الساكن في الاعماق ..بكل تفاصيله وما يحويه من انتماء لكل شئ..من رمل الارض ..او نخيل السماء..بين الدين والايمان والروحانية .
الله.. كَم عَانَتْ وَأزَّ أزيزُها وَأنا كَما هِيَ في الحيَاةِ أعاني
سيَّانِ عندَ الفَاقِداتِ عُيُونُهم نُوراً كَلامُ الله وَالشَّيطانِ
.الى الاعتقاد بوجود ما غير مرئي ..وكل هذا يتجلى في ثنايا الحالة الكاملة التي تتجدث عن اهم وجوديات الانسان على هذه الارض وحياته المليئة بالاحداث .بين محزن ومفرح..بين الم وعشق وما ينتج بينهما. وشذرات الروح الانسانية وما يخلق من ترابط بين الانتماء وتكوين الوطن. وبناء هيكله المتكسر ..بالكلمات الشعرية التي تكاد تطنق صدقا ونقاء وحقيقة في النفس الانسانية:
. تَتحيَّرُ الكَلِمَاتُ كَيفَ أقولُها فَتَمُرُّ في الأذهانِ كَالهَذَيانِ
وَكأنَّها لَيسَتْ شُعُوراً صَادقاً وَدُمُوعَ ذِي ألَمٍ وَوَقعَ أغاني
هذانِ فَيضُ دَمِي وَفَيضُ مَشاعِري مِن صَخرَةِ الأوراقِ يَنبَجِسَانِ!
للشعر تأويلات كثيرا..وهذه بعض ما جائني من قصيدة دخلت وجدان الروح فاسعدته بحزنها وفرحها.. وان قلت ..أني سعدت بمشاركة الشاعر حالاته الشعرية التي اثرت مكاني بانسانية المكان والزمان الذي اعيش به..شكرا لك ايها الشاعر..وانتظر جديدك بكل شوق..
محبتي | |
|