تركت الشام...

تركت الشام

تركت الشام..
تركت قلبي هناك
معلق على سقف دالية
يتفرع منها شريان قلبي
تتدلى فيها عناقيد الفؤاد

سارت السيارة بعيدا
وبيوت الشام تسكن عيني

ما تبعني قلبي..وما تبعني حبي
أثر الشام

ها هو يغفو في ذلك البيت العتيق
في ذلك الزقاق الانيق
في حارة تصطبح على وجه الياسمين


دمشق..ارسمت وشما على جلدي؟
فيروز هنا
وعاشق وقصيدة
سائح بأسفار وخرائط الشام
ناسك وترانيم تحت سور الاموي
شيخ وقبلته تاهت في بوصلةتدور بلا توقف
قرب بردى الحزين

وانا من كنت في الشام
طفلة ابكي لغزولة غزلت قلبي
وقرقوشة بالدبس اهتز لها فمي
وليمونه حامضة بردت حر صيفي

وانا.. من كنت في الشام
أطرب لقدود الارجيل في النوفرة
كمون وليمون ينعش مهجتي
عشق على حبة الرز
فوق قلبي يتقلب

وانا ..من كنت في الشام
اسمع اقصى القدس
في قلبها يؤذن
واجراس القيامة في مآذنها تقرع

وأنا ... من كنت في الشام
والشعر على اسوارها معلق
وشاعر دمشقي يتهجد
ومن ارضي للارض في ارضي يزرع

وانا..من كنت في الشام
فيها اتسوق
اقطف العنب من ابوابها
والتفاح من شرفاتها
وأجمل وجوه أهلها
أضعها في زهريه دمشقيه
صنعت من ترابها ومائها ونارها
نفثت فيها ارواح احبتها
وغنت لقلبها اعوادها ونايها

وانا من كنت في الشام
مع عليّها ومعاويتها
يؤنسني بلبها وشاديها
وان رحلت عنها لا ترحل مني

انا... من كنت في الشام
يرويني صانع سوسها وساكب خروبها
في ازقتها..قشّر لي صبارها
لاصطبر على نارها

وأنا ..كنت في الشام
في باب تومة اتسكع
لحمام البكري النظر استرق
لقبور اولياءها من النوفذ انتفض
مع اسراب الحمام على اسوارها اجلس
فسنق حلبي بين اسناني يتكسر

وانا. من ذهب للشام
أحمل زيغ البحر
شقاوة اللقطط الليلية
في تشرد مغترب

التقيت قطط الشام
قالت لي
كيف لك ان تكون قطة دمشقيه
فما انت الا عابرة سبيل
شربت من نبع فيجتها
شبعت وانتشيت
وما الشام لك
الا وطنا
في عيون النوارس

آن لك ان ترحلي....

ميرندا

قريبة هي الشآم من فلسطين
لذا كانت جملتك حميميةً وفيها من القرب للنفس والوجدان مايؤهلّها كي تكونَ رسول شجنٍ وحنين

نصّ غائر في الحنين والمواجيد التي تطفح على القلب والشفاه

سلمت

العزيزة ميراندا
لدمشق وقع على القلوب لا يستطيع نكرانه أحد
حنين يسكن النص ..... همسات عاشقة.....
نص أطربني ....حنينا