السّجان\للشاعر السوري :حسن ابراهيم الحسن

السجَّان


قد يستوي السجَّانُ و المحكومُ
في الحلمِ المؤقتِ ، ربّما في الصحوِ أيضاً
يشكوانِ الضيقَ في ليلِ الخريفِ
و يحلمانِ بنزهةٍ تحتَ الرذاذِ بصحبةِ امرأةٍ
تزيدُ الوقتَ دفئاً ،
ربَّما
سارا معاً
حتى التقصُّف في مَهَبِ الذكرياتِ
فأجهشَ السجانُ
منتَصَفَ الحكايةِ ،
ربَّما
خلعَ السجينُ وشاحهُ
ليُكفكِفَ السجانُ أدمعهُ الخجولةَ ،
ربّما
يتبادلانِ سجائراً قبلَ الوداعِ
و يمضيانِ إلى سريرِ الحلمِ /
بينهما جدارٌ مهملٌ
كالنهرِ يرسمُ هدنةً بينَ الجنودِ ليكتبوا
لنِسائهم
أو يستريحوا في هواجسهم قليلاً ...

... هكذا يصحو السجينُ
على خطا السجَّانِ يحملُ خِصلةً من شمسِ
تشرينَ الكئيبةِ دونَ أنْ يدري
وقدْ عَلقَتْ على ( أكمامهِ ) شعراتُ عابرةٍ
يشابكُ عطرُها عبقَ الجهاتِ المستحيلةِ
عن مداهُ فيرتمي
مستسلماً لإرادةِ القضبانِ يهذي :
- كلُّ ما حولي غريبٌ في ملامحهِ الأليفةِ
أو أليفٌ في ملامحهِ الغريبةِ ، غيرَ أنّي
قد مللتُ إقامتي
و زيارةَ امرأتي القصيرةَ ،
و المسيرةَ
قربَ صوتِ البحرِ في الحُلمِ ( المهرَّبِ )
قد مَلَلتُ ...
مَلَلتُ توقيتَ الطعامِ
ملَلتُ مَنْ حولي
وبي شوقٌ إلى الغرباءِ أتبعهم بلا هدفٍ
و إنّي ...
لا أريدُ الماءَ ، أحضِرْ لي سراباً
لا أريدُ النومَ ، أسرِجْ لي طريقاً
و لتكنْ جهتي الرمالْ .............

* * * *