حزن بحري\ الشاعرمحمد عبد الرحمن حاج بكري

حزن بحري\للشاعر السوري محمد عبد الرحمن حاج بكري

حزن بحري

أيلول أغلق خلفه باب الشموس
وفتٌحت حولي ... شبابيك الشتاء
في داخلي غيم .. وريح ... وابل
ورمال عاصفة اشتهاء
تلك التي قد أوقدت بين الضلوع مواقدا
يتقلب القلب الملظى فوقها
في الشوق ... ثمرة كستناء
قد فجرت بمسام جلدي ألف ينبوع
فسال الحب من جسدي وقاطعني الهواء
ثارت على الأضلاع ذئبان التشوق
كم عوت زمنا ...... وأبكمها العواء
كيف التقينا .. وافترقنا .. لست أدري
التقينا .... ذات صيف ...ليس حلما
حين باشرنا العناق
داهمت سحب الفراق
طاح بالسيل لقانا
ثم فرقنا الشتاء
شيعت حلمي بعدها كجنازة
وحدي ... أكفكف خلفها دمع الوفاء
تلك التي ما راعت الحرمات للقلب المدمى
من حراب .... الذكريات
ماذا أرتل ....
أي نص من كتاب القهر أية سورة
من عهدها الماضي ومن زمن الشتات
تركت فؤادي تائها في الرمل
حافي المشاعر
يستجير رياح غربتها
لترشده الجهات
تركت على عيني أحزان المرافئ
من غياب المد
من طول انتظار مراكب الأشواق
ترنو......
للمسافة بين مرساة تدلت والرصيف
وتجيئ
من صوب السفين رياح ذاك البحر
بالبشرى ... بأن الوصل أت
ما زلت أنتظر النوارس كي تعود
لعل فوق جناحها خبر
يعيد النور للمقل الكفيف
أهواك.... أه
مثلما طير الحمام يحط يلتقط الفتات
من الحديقة
ثم يركن تحت نافذتي
أمضي لجبلة....
كي ألملم .... مابها...منها
وأرجع مشبعا بكأبتي
أنا من فقدت حبيبتي
وفقدت ظلي
في مسيري ... كيفما أمضي
أراني ...
هكذا في صفحة المراّة
كانت صورتي