ميرندا عبد الرحيم العلان السكرتيرة
عدد الرسائل : 284 العمر : 54 الموقع : http://mirandaallan1969.ahlablog.com/index.htm العمل/الترفيه : كاتبة..مغامرة..في كل شئ ..في سفر دائم مع الروح تاريخ التسجيل : 20/10/2008
| موضوع: قصة من طفولتي..قصتين في قصةميرندا عبد الرحيم العلان الجمعة يناير 15, 2010 1:14 pm | |
| --------------------------------------------------------------------------------
--من طفولتي..قصتين في قصة------------------------------------------------------------------------------
لا تكف تلك الصور عن العبث بوجهي وملامحي, تراقص عيناي في دوره متواصلة, يملاءها الترقب, صورة طفولتي لا تبتعد,العب في الطين أمام البيت في نهار حار, لا اشعر بالعرق يتصبب من راسي في تبخر, كل ما أراه هو هذا الطين الاحمر, الذي مزجه المطرالربيعي ليله الامس , امضي ساعات أقلب الارض والسحاب, أغرس أصابعي في الوحل لارى وجهي,التقط حفنة طرية, اعجنها بين اناملي و كفي الاحمر,وادورها لتكون صخره, اضربها في الارض لتكون جدارا, وتمضي الساعات دونما ادري ولا اشعر بشئ حولي.
توقظني امي بصياحها لادخل الدار, اتوجه نحو البيت ولا اعرف ما حولي, تولول امي حين تراني من اتساخ ثيابي. لا أعرف ما هو الوسخ في عين امي. ما دمت قد صنعت بيتا في داخلي لي وحدي. أناس برؤوس ملفوفه وملتصقه في جداره في قلوب من هنا وهناك
لا تريدني امي ان أتسخ ثانيه بالاوحال, قلت لها في نفسي ان الطين ليس قذاره يا امي,فله لون جميل وملمسه طري وقلبه دافيء, وحين أحمله بين كفي, أشعره قلبا نابضا بين يدي, لست ادري قلب من هذا. وبعد ساعتين أمضتها امي في غسلي, نظرت من الباب فلم ارى بيتي الاحمر, كان هناك اثار أحذيه فقط.
لا زلت امام صور صغيرة. ولست أدري لماذا اذكرها بعد ثلاثين سنه. يتراءى لي ذلك التمثال الثلجي في عيناي الذي صنعته في وسط العاصفه الثلجيه في شهر كانون الثاني, لملمت الثلج ,وجمعته كتلا تتلاصق كلما اقتربت من بعضها, وارفع تلك الكتل لتكون موازيه لطولي. الصقت الزوايا لتخفي الثنايا, لم اكن اصنع رجلا ثلجيا للعيد,كان امراه. حفرتها بسكين المطبخ. فستان عاري الاكتاف, ووجهه ذو ملامح مختفيه بلا عينين,وخطوط طولية نقشت على الفستان, ليكون له نوع قماش, اما الوجه فكنت احاول ان اجد له ملامج بين اصابعي المتجمده, ساعات مضت وانا لا اشعر بشي سوى ذلك الوجه, ظهر الانف واسفل العينين, ولكن العينان تحيرني, فكلما حاولت رسم البؤبؤ كان يسقط دمعه ثلجيه جامده لا تريد البقاء. حدود العين كان يصعب تحديديها, كانت الدموع الثلجيه تسقط كلما حاولت الصقاها, الى ان اختفت العين تماما وكانها لا تريد ان تفضح سرا.
لم يبعدني عن تمثال الثلج الا صياح امي منادية, وحين عدت راتني بلون ازرق وجليد يلصق الرموش والاهداب في عيني. ولولوت امي ساخطة, :اتريدين ان تقتليني, قلت لها في نفسي, لماذا يا امي, لقد كان الثلج دافئا , لا اشعر بالبرد, اشعري جبيني, انه حار.
دخلت البيت وكان باردا بعتمه, الثلج دافئ اكثر امام البيت, فقد ادفأ قلبي واثلج روحي , لقد جعل دمي حارا, وانامني في الفراش أربعه ايام حالمه, ولكن حين نظرت من فتحه الباب على التمثال بعد ايام كان ملقا على الارض, ذائبا بعد ان رفسه جارنا ذو العمامةد مهلهلا : أصنام الكفره اصنام لا تضر ولا تنفع. اتقوا الله.
2007 برايتون\انجلترا | |
|